على الرغم من تعدد البحوث التى أجريت عن نوعية الحياة ،
الإ انه لا يوجد إطار نظرى تعريفى لنوعية الحياة ، أو أداة محددة لقياس نوعية
الحياة . وقد تم تعريفها
بشكل واسع إجتماعياً ، وموضوعياً ، وبشكل ضيق بمصطلحات الفردية
والذاتية . فقد تضمنت فى فترة سابقة
موضوعات مثل الدخل ، والوظيفة ، والسكن ، والتعليم ، والظروف البيئية والحياتية
الأخرى ، وبعد ذلك تضمنت على إدراكات نوعية الحياة عموماً والخبرات الفردية والقيم
، وتضمنت مؤشرات مرتبطة مثل السعادة ، والرضا عن الحياة ، واتضح ذلك أيضاً فى
النماذج المفسرة لنوعية الحياة التى لم تتسق ، وترواحت بين الإحتياجات المأخوذة من
هرم ماسلو للحاجات الإنسانية (مثل الحاجات الفسيولوجية مثل الجوع والعطش والراحة
الجسمية ،والحاجة للأمن من المخاطر، والحاجة للحب والإنتماء ، والحاجة الى التقدير
للإنجاز ،والحاجة للمعرفة والفهم والإتقان ، والحاجة لتحقيق الذات ) الى الحاجات
الفردية مثل الحياة النفسية الطيبة ، والسعادة ،والمعنويات، والتوقعات الإجتماعية
أو الإدراكات الذاتية الفريدة ، ويعرف لوتون Lawton (1991) مفهوم نوعية
الحياة بأنه مجموع مركب من تفاعل الأبعاد الموضوعية والذاتية ، وهذا ما يتفق معه
أحمد عبد الخالق فى تعريفه بأن نوعية الحياة هى المستوى الذى يعيش فيه الإنسان
فى إطار البيئتين المادية والإجتماعية، ومدى رضاه عنها، وسعادته بها، وتشتمل نوعية
الحياة على مؤشرات موضوعية مثل الدخل، والعمل، ومعدل الوفاة، والأمراض، والخدمات
المتاحة فى البيئة كالصحة والمواصلات، ومؤشرات ذاتية تشمل رضا الفرد عن هذا
المستوى وسعادته به . ويترواح مستوى نوعية الحياة بين المرتفع والمنخفض
مع درجات بينهما. والجانبان الأساسيان فى هذا التعريف المبدئى المقترح هما
المؤشرات أو المحددات الموضوعية الخارجية، والمؤشرات الذاتية، حيث يحكم الفرد على
مدى سعادته ورضاه عن هذه المؤشرات الموضوعية . ومن الواضح ان هذين المؤشرين قد
يختلفان ، ومثال ذلك ان فرداً قد يحصل على دخل ضخم جداً من وجهة نظر كثير ممن
حوله، وبالمقارنة الى معدل الدخل القومى كذلك، ولكن هذا الفرد قد لا يكون راضياً
عن هذا الدخل .
(أحمد محمد عبد الخالق
، 2011 Brown, Bowling &, Flynn, 2004, 1;)
وقد عرفت جمعية علم النفس الأمريكية APA نوعية الحياة بالمدى الذى
يصل إليه الفرد فى تحقيق الرضا عن الحياة ولكى يبلغ الفرد نوعية حياة جيدة، فإنه
يلزمه تحقق عدة أمور هى: جودة المعيشة أو اللياقة النفسية والمادية والجسمية،
والارتباط بعلاقات شخصية، ووجود فرص للارتقاء الشخصى (مثل المهارات)، وممارسة
الحقوق، وعمل اختيارات أسلوب الحياة وتحديدها ذاتياً، والمشاركة فى المجتمع . ولا
شك أن نوعية الحياة بهذا المعنى الرحب تعكس مدى أهمية العمل على تقويتها ودعمها
خصوصاً بالنسبة لمن لديهم مرض مزمن، أو مشكلات ارتقائية، أو مشكلات عجز أخرى، أو
من يخضعون لعلاج طبى أو نفسى ( سهير فهيم
الغباشى،2009،5 ) .
وقد أوضح مارسى ودونالد Marcia&,
Donald
(1996 ) مخطط للمتغيرات التى يجب أن يتم تضمينها فى قياس نوعية الحياة على النحو
التالى :
مجالات نوعية الحياة
|
الجسمى
( عجز – أداء – أعراض
)
|
النفسى ( سلوك – وجدان سلبى – وجدان إيجابى)
|
|
اجتماعى (العلاقات الاجتماعية- الدور اليومى- العمل )
|
|
نوعية الحياة
مجموع
الادراكات الذاتية والموضوعية للحياة
|
( مخطط تصورى للمجالات
والمتغيرات المتضمنة فى تقييم نوعية الحياة شكل 5)
(Marcia, & Donald., 1996)
وفى ضوء ما سبق يمكن أن نقدم التعريف المقترح لنوعية الحياة على النحو
التالى " موازنة يجريها الشخص بين الحياة الموضوعية وبين إدراكاته الذاتية
لهذه الحياة التى تحقق له الرضا الملائم عن الحياة فى المجالات الجسمية والنفسية
والاجتماعية "
نفسي افهم
ردحذف